استطاع الشهيد خبات التأثير على جميع رفاقه

كان للشهيد خبات فداكار، الذي سعى لتحقيق أهدافه وضحى بحياته، الأثر الكبير في نفوس رفاقه.

راجو جميلة عفرين، ومأوى الجبال، ومسقط رأس خبات، وكأنها مثل موطن القصص الخيالية والأحلام بخضارها وبيوتها الحجرية التاريخية وشعبها الطيب، ولقد ترعرع ونشأ خبات في موطن القصص هذا، وكان يتمتع بروح شجاعة ومخلصة ومحبة للخير، وكان شخصاً لديه روح حرة، وبطلاً صغيراً لـ راجو، كان شاباً يحظى بمحبة واحترام الجميع وصداقتهم، ونال احترام الجميع بموقفه الواعي والهادئ، كما كان شجاعاً ونشطاً وواعياً أيضاً، وكان خبات ذو هيبة مثل عفرين، فخوراً كالجبال، وُولد خبات فداكار (بكر حسين) عام 1998 في قرية ميدانا التابعة لناحية راجو بمقاطعة عفرين- الشهباء، وانضم في شبابه إلى صفوف وحدات حماية الشعب، وهو ابن لعائلة وطنية.

 

وفي عام 2012، كان لهجوم مرتزقة جبهة النصرة على عفرين واستشهاد بعض المقاتلين أثراً قوياً على خبات، وقيّم في حديث له قرار الانضمام إلى وحدات حماية الشعب على النحو التالي:

"شن المرتزقة الهجوم على عفرين مما أدى لاستشهاد المقاتلين، الاستشهاد في شيراوا أثر عليّ كثيراً، لم يكن بإمكاني تجاهل هذه الاستشهادات، ولم يكن بإمكاني الجلوس مرتاحاً في البيت، كان من واجبي ومسؤوليتي تجاه ذلك الانضمام إلى الوحدات وبهذا الإدراك، شاركتُ في النضال التحرري الكردي، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنه ينبغي لي أن أؤدي دوريّ في الثورة".

وكان الشهيد خبات يقول: "الثورة ستنمو كالشجرة كلما سقيناها، إذا لم نسقي هذه الشجرة فسوف تجف"، وفي عام 2016، في الذكرى السنوية لثورة روج آفا في 19 تموز، عبّر عن مشاعره بهذه الطريقة وقال: "الثورة لم تحدث من تلقاء نفسها، بل تحققت ثورة روج آفا بالجهود العظيمة للشهداء، وقامت الثورة ضد العقلية المهيمنة والسلطوية ونمت بجهود الشهيد خبات ديرك، وارتوت الثورة بدماء الشهداء، وتعرّفتُ على الكثير من الرفاق الأبطال خلال الثورة، وإذا وصلت الثورة إلى هذا المستوى فهو بفضل هؤلاء الأبطال، ولذلك تحولت ثورة 19 تموز إلى ثورة شعبية بهذه الجهود المبذولة، وستتحقق حرية الشعوب بثورة 19 تموز".

 

أثر على العديد من الأشخاص

كان لديه استراتيجية في كل خطوة، والأمل في كل وجهة نظر، كان يعرف ماذا يقول وماذا يفعل ويتصرف بحزم، صمته كان بسبب عمق أفكاره، كانت كلماته قليلة ولكنها ذات معنى وعميقة، أظهرت عيناه روح الولاء للأرض، وعندما دخل أرض عفرين، أصبحت تلك الأرض ذات معنى أكبر، وسطرت أرض عفرين بطولة وشجاعة الشهيد خبات في التاريخ.

كان يخلق بالرغبة في عينيه وبصمته الواعي وبأفكاره العميقة طاقة فريدة من نوعها، لم يكن مقاتلاً فحسب، بل كان أيضاً معلماً ينير الدرب، شارك معرفته وخبراته مع الناس، وشكل الأثر على حياة الناس، وأعطاهم آفاقاً جديدة، لقد أرشد الناس بمهاراته العملية وروحه العميقة.

كان حماسه لمحبته للحياة

ليس بالكلام، بل في كل لحظة من حياته، كان يُشاهد حماسه، الذي كان جزءاً من محبته للحياة، لقد أظهر محبته للجميع من خلال أنشطته ومشاركته واستعداده في كل لحظة من حياته، كان يعطي الثقة للناس بموقفه المتماسك، وكان مثالاً للرفقة، وأصبح الملجأ الأكثر مصداقية لرفاقه، لقد أثر في قلوب الجميع بموقفه الثابت وإخلاصه.

وبشخصيته الثورية، كان متقدماً ليس فقط بأفكاره، بل أيضاً بجهده، كان العمل الثوري يعني بذل الجهد والتضحية، وبذل الجهد في كل خطوة من أجل الثورة وسعى إلى تحقيق أهدافه، وكان الجهد بالنسبة لـ خبات شكلاً للحياة الثورية، وأصبح بطلاً في معركته الحاسمة ضد المرتزقة، وفي عام 2017، ولعب دوراً كبيراً في حملة الشهباء، وسطرّ ملاحم في الشهباء حيث تم تطهير القرى من المرتزقة قرية بقرية.

أصبح أيقونة للمقاومة

وفي عام 2017، شارك خبات في دورة الشهيدة ألجين كيفارا في أكاديمية سيفي جيهان للعمليات النوعية في عفرين وخطى خطواته مع الثورة، وعزز شخصيته بالعمل الجاد والتصميم، وفي عام 2018، انتفض أمام هجوم الجيش التركي على عفرين، وباعتباره متخصصاً في تنفيذ العمليات النوعية ومدرباً، أصبح أيقونة للمقاومة واستشهد في عفرين بتاريخ 23 كانون الثاني 2018 بعد انتشار هجمات الاحتلال.

ستكون حياة الشهيد خبات واحدة من أروع الملاحم البطولية في صفحات تقاليد المقاومة.